هنالك من لا تعنيهم اليمن ولو تقسم كل شارع فيها الى دولة شريطة احتفاظهم بمصالحهم ونفوذهم
فما اوسع شهيتهم وأشد انغماسيتهم! !
إن منسوج الإستجابة لنداء السلام
في ظل هيجان الشارع وتوحش الخصوم يكاد يكون منعدماً البتة فما أحوجنا لاستشعار المأزق الذي نحن فيه والفخ الذي وقعنا به
ما أشد حاجتنا لاشهار تسامحنا الصادق وردم الهوة وإيقاف برك الدم المسفوح ونفض الأحقاد وقلق التعبئة .
حالة من العجز تسبقها رغبة وتعطش جمعي لطي سجلات الماضي
فالثقب القديم معزول عن نور البصيرة ورشاد الفعل له إطلالة مشوهة لا ترى الا بعورا العين
إن النفس والروح بحاجة الى ترويض كي تصتصلح وعلاجها المداومة والإقلاع والتوبة عن مفسدات الألفة ونبذ الفرقة والتعصب فنحن مأخوذين بجريرة جهلنا وماضينا ،
تعصف بنا أمية فقهية ومجتمعية وكأننا خلقنا في فضاء معدم
لا ندرك فيه قيمتنا وفداحة مآلنا.
دعونا نزهر من جديد فقد شاخ الزمان
وأكلت الحرب أيامنا وشربت
أليست هذه التربة الخصبة بكر
عذراء
وما نحن إلا ثمارها اليانعة
وروحها الحية
" بلدة طيبة ورب غفور "
هناك وبعيداً عن منزلق الفائت
ربوة أمل هي منا أقرب حيث الضمير اليقظ الذي تصان به الحقوق
وتقدس الكرامات وتكرس المواطنة
هناك بعيداً عن سيرك السياسة ومسرحيات العبث المتداولة اقليمياً
بإمكاننا ان نعبر جسر الدنيا المتعب
فنحن من يمتلك مقومات التعايش ومفتاحه قبل أن تُغِلق الأرض في وجوهنا أبوابها الرحبة وتحجب عنا بفصلها العنصري والطبقي والسلالي والمناطقي. ولعنة الجغرافيا التي لن ترحل.
امنحوا الثقة للآخرين فالشك بريد الكفر وقدموا التنازلات بعيداً عن متلازمة الحيازة والأثرة ..
إن هذه الأرواح ما إن تزكى حتى تغادر شيطانيتها بفعل الترويض فهي خلقت من لُطف .
أما خصنا الرب بالإيمان والحكمة!
إن منهجية الالتقاء على العوامل المشتركة نجاح لا يحتمل الفشل
وقدر راسخ أثبتته التجارب
ودونه التاريخ وهذا أمر ثابت لا متغير فيه .
هل جربنا السلام كفكرة?
إنه انتعاشة كبرى لملامح الفطرة التي تشبه الطبيعة النظرة في بلادنا الأكثر جمالاً في إطلالة الصباح عابرة المحافظات.
دعونا نطمر دوافع الكراهية ولنعش انسانيتنا كما كانت فالعلاقة الارتجاعية رائجة في مجتمعات الغرب التي تتظاهر بالمثالية وسريعاً ما تنكشف فواجعها ولا مكان لها في مجتمعنا اليمني المحافظ.
إن سوداوية التناحر المتخلخلة والمتداخلة في فهم عقيم لدى البعض لا تعد سوى ركام قسري من الفوضى والغوغائية لن يكتب لها الخلود والظلم على وعد من الهلكة.
إن السلام كثقافة يبدأ من هنا ،حيث ينتهي عِداؤك وتمترسك خلف ضده.
ليخرج كل واحد منا الإنسان الذي بداخله ولنقطع الذرائع والمسوغات
التي تجول بوساوس الألم ومخاوف الإرتداد فتجفيف الغل مرهق لكنه ممكن ونتاجه ألا عنف ولا مردة حرب .
إن اليمن في مرحلة مخاض
و ولادتها لن تتأخر وهذه قناعة راسخة وحقيقة واقعة والتاريخ لا يكذب.
دعونا نرمم ما أتلفته حماقتنا ونجبر الخواطر ، لنبدوا أكثر نضجاً أمام كبرياء ذواتنا التي تخشى الهزيمة والإنكسار
دعونا نتلاوم فلسنا على الحرد قادرين .