القصيدة الختام للشاعر الشهيد محمد محمود الزبيري
يقول الأستاذ/ حسين المقدمي وزير الصحة الإسبق، في كتاب "ذكريات وحقائق للتاريخ"، إنه حينما قتل محمد محمود الزبيري، كانت آخر قصائده في جيبه، وقد وجدت بعد استشهاده مباشرة، وكانت مكتوبة بقلمه شخصيا، وكانت بعنوان "الثائر والفرس والميدان".
واخذها الأستاذ حسين المقدمي وتم طباعهتا وتوزيعها
هذا هو السيف والميدان والفرسُ
واليوم من أمسه الرجعي ينبجسُ
ما أشبه الليلة الشنعاء ببارحةٍ
مرت وأشنع من يهوى وينتكسُ
كأن وجه الدجى مرآةُ كارثة
يرتد فيها لنا الماضي وينعكسُ
وكل من رام قهر الشعب متجهٌ
لها يريد الهدى منها ويقتبسُ
يقلدون أفاعيل "الإمام" ولو
رأوه يرفس، من صرعٍ، به رفسوا
هذي القوانين رؤياه تعاودهم
قد ألبسوها لباس العصر والتبسوا
أحالت الحمل للمسكين يحمله
فيها يزمجر مزهوا ويفترس
روح "الإمامة" تجري في مشاعرهم
وان تغيرت الاشكال والأسسُ
متى حكمتم بقانون وقد قتل الألاف
أو سحقوا كالدود أو كُنسوا
عار على صانع القانون يكتبه
وحكمه في بحار الدم منغمس
كفى خداعا فعين الشعب صاحية
والناس قد سئموا الرؤيا وقد يئسوا
و"البدر" في الجرف تحميه حماقتكم
وأنتمُ، مثلما كنتم، له حرسُ
لولاكمُ لم يقم "بدرٌ" ولا "حسنٌ"
ولم يعد لهما نبض ولا نفَسُ
لم القوانين.. فن الموت في يدكم
والحقد رائدكم والحق مرتكسُ
وأنتم عودة للأمس قد قبر الطـغاة
فيكم وعادوا بعدها اندرسوا
وأنتمُ طبعةٌ للظلم ثانيةٌ
تداركت كل ماقد أهملوا ونسوا
إن شئتمُ فاقتلوا من ليس يعجبكم
"أو من ترون له في قربكم دنسُ"
وأحرقونا بغاز كل ما اجتمع الاحرار
او فكروا في الرشد او حدسوا
وعاتبوهم متى شئتم عتابكم
الـطاغي اذا سعلوا في النوم او عطسوا
من حظكم ان هول الامس مستتر عنكم
وان شعاع الشمس منطمسُ
وان صوت الخراب الفظ أغنية
ترتاح انفسكم منها وتأتنسُ
أوراقكم لشراء الشعب تذكرنا
ما باعه قسس بالصك واختلسوا
أتنكرون عليهم بيع جنتهم؟
يا قوم لا تخدعونا كلكم قسسُ
قانونكم لاغتصاب الشعب مهزلة
كترهات إمامٍ مسّه الهوسُ
والحكم بالغصب رجعيٌّ نقاومه
حتى ولو لبس الحكام ما لبسوا
والظلم يعلنه القانون نفهمه
ظلماً، وإن زينوا الالفاظ واحترسوا
والموت من مدفعٍ (حرٍ) نقول
موتا وان أوهمونا انه عرسُ
والمستشارون في القانون لو حضروا
حرباً لما كتبوا سخفاً ولا نبسوا
يلفّقون قوانين العبيد لنا
ونحن شعب أبيٌّ ماردٌ شرسُ
ليت الصواريخ أعطتهم تجاربها
فإنها درست أضعاف ما درسوا