أسْــعِــدْ أُخَــيَّ وغَــنــنــي بـحـديـثـه
وانْــثُــر عـلى سَـمْـعـي حِـلاهُ وشَـنِّف
لأرى بـعـيـنِ السّـمـعِ شـاهِـدَ حُـسْنِهِ
مــعــنــىً فــأتـحِـفْـنـي بـذاكَ وشَـرّف
هكذا كل محب صادق لا يمل من تكرار أوصاف من يحب سمعاً ونطقاً وفكراً.. فكيف يكون شغفنا بصفات حبيبنا خير الخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم..
كَـمَـلَتْ مَـحـاسـنُهُ فـلو أَهدى السّنا
للبَــدْرِ عــنــد تَــمـامِهِ لم يُـخْـسَـف
محبته شرط الإيمان، وذكره والصلاة عليه جلاء للهموم والأحزان ، وعطر فواح يطرب له القلب والعقل واللسان.
وعــلى تَــفَــنّــنِ واصِـفـيـهِ بِـحُـسْـنِهِ
يَـفـنـى الزّمـانُ وفيه ما لم يُوصف
ذكر ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ، ﻭﺻﻒ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻلى ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺻﻔﺎ أجمع وﺃﺩﻕ ﻭﺃﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺃﻡ ﻣﻌﺒﺪ ﺍﻟﺨﺰﺍﻋﻴﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ، ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﻫﻮ!!! ﻷﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﻖ ﻓﻴﻪ ﺃﻭ ﺇﻃﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺗﺄﺩﺑﺎ ﻣنهم ومهابة له.
يا ام معبد كرري اوصافه
فالضرع جف وشاتنا عجفاء
يا ام معبد بلغي عن حالنا
فالقلب غاو ..والخُطى عرجاء
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة مهاجراً إلى المدينة، هو وأبو بكر رضي الله عنه ومولى أبي بكر عامر بن فهيرة رضي الله عنه ودليلهما الليثي عبدالله بن الأريقط.
ثُمَّ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرِهِ ذَلِكَ، حَتَّى مَرَّ بِخَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيِّةِ، وَكَانَتِ امْرَأَةً بَرْزَةً (كبيرة تخالط الناس) جَلْدَةً (قوية)
تَحْتَبِي بِفِنَاءِ الْخَيْمَةِ، ثُمَّ تُطْعِمُ وَتَسْقِي مَنْ مَرَّ بِهَا.
فَسَأَلَاهَا: هَلْ عِنْدَهَا شَيْءٌ؟
فَقَالَتْ: وَاللَّهِ لَوْ كَانَ عِنْدَنَا شَيْءٌ مَا أَعْوَزَكُمُ الْقِرَى، وَالشَّاءُ عَازِبٌ (بعيدة عن المرعى)، وَكَانَتْ سَنَةً شَهْبَاءَ (قحط قليلة الماء والمرعى)
فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى شَاةٍ فِي كِسْرِ الْخَيْمَةِ (جانبها)، فَقَالَ: مَا هَذِهِ الشَّاةُ يَا أم معبد؟
قَالَتْ: شَاةٌ خَلَّفَهَا الْجَهْدُ عَنِ الْغَنَمِ (ضعيفة).
فَقَالَ: هَلْ بِهَا مِنْ لَبَنٍ؟
قَالَتْ: هِيَ أَجْهَدُ مِنْ ذَلِكَ.
فَقَالَ: أَتَأْذَنِينَ لِي أَنْ أَحْلِبَهَا؟
قَالَتْ: نَعَمْ، بِأَبِي وَأُمِّي إِنْ رَأَيْتَ بِهَا حَلْبًا فَاحْلُبْهَا.
فَمَسَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ ضَرْعَهَا، وَسَمَّى اللَّهَ وَدَعَا،
فَتَفَاجَّتْ عَلَيْهِ (فتحت ما بين رجليها للحلب)
وَدَرَّتْ (أرسلت اللبن)
فَدَعَا بِإِنَاءٍ لَهَا يُرْبِضُ الرَّهْطَ (إناء كبير يسقي جماعة من الناس)
فَحَلَبَ فِيهِ حَتَّى عَلَتْهُ الرَّغْوَةُ
فَسَقَاهَا فَشَرِبَتْ حَتَّى رَوِيَتْ
وَسَقَى أَصْحَابَهُ حَتَّى رَوَوْا
ثُمَّ شَرِبَ
وَحَلَبَ فِيهِ ثَانِيًا حَتَّى مَلَأَ الْإِنَاءَ
ثُمَّ غَادَرَهُ عِنْدَهَا
فَارْتَحَلُوا.
فَقَلَّمَا لَبِثَتْ أَنْ جَاءَ زَوْجُهَا أبو معبد يَسُوقُ أَعْنُزًا عِجَافًا يَتَسَاوَكْنَ هُزَالًا (يتمايلن من الضعف) لَا نِقْيَ بِهِنَّ (لا لحم ولا شحم عليهن)، فَلَمَّا رَأَى اللَّبَنَ عَجِبَ فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ لَكِ هَذَا وَالشَّاةُ عَازِبٌ؟ وَلَا حَلُوبَةَ فِي الْبَيْتِ؟
فَقَالَتْ: لَا وَاللَّهِ إِلَّا أَنَّهُ مَرَّ بِنَا رَجُلٌ مُبَارَكٌ كَانَ مِنْ حَدِيثِهِ كَيْتَ وَكَيْتَ، وَمِنْ حَالِهِ كَذَا وَكَذَا.
قَالَ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَاهُ صَاحِبَ قُرَيْشٍ الَّذِي تَطْلُبُهُ، صِفِيهِ لِي يَا أُمَّ مَعْبَدٍ،
قَالَتْ:
ظَاهِرُ الْوَضَاءَةِ
أَبْلَجُ الْوَجْهِ (مشرق الوجه)
حَسَنُ الْخَلْقِ
لَمْ تَعِبْهُ ثُجْلَةٌ (لا يعاب بضخامة البطن)
وَلَمْ تُزْرِ بِهِ صُعْلَةٌ (لم يشنه صغر الرأس )
وَسِيمٌ قَسِيمٌ (جميل الوجه له من كل حسن قسم)
فِي عَيْنَيْهِ دَعَجٌ (شديد سواد العين مع اتساعها، شديد بياض بياضها)
وَفِي أَشْفَارِهِ وَطَفٌ (في شعر أهدابه وحاجبيه طول)
وَفِي صَوْتِهِ صَحَلٌ (رخامة وعذوبة(
وَفِي عُنُقِهِ سَطَعٌ (طول وارتفاع)
أَحْوَرُ (شديد بياض العين وشديد سوادها)
أَكْحَلُ (أسود الأهداب موضع الكحل)
أَزَجُّ (الزجج: تقوس في الحاجب مع طول في طرفه وامتداد. وكثيف من الأمام ورفيع من الخلف)
أَقْرَنُ (القرن التقاء الحاجبين)
شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعْرِ
إِذَا صَمَتَ عَلَاهُ الْوَقَارُ
وَإِنْ تَكَلَّمَ عَلَاهُ الْبَهَاءُ
أَجْمَلُ النَّاسِ وَأَبْهَاهُمْ مِنْ بَعِيدٍ
وَأَحْسَنُهُ وَأَحْلَاهُ مِنْ قَرِيبٍ
حُلْوُ الْمَنْطِقِ
فَصْلٌ (يفصِل بين الحق والباطل)
لَا نَزْرٌ وَلَا هَذْرٌ (الهَذْر الكثير والنَّزْر القليل. تعني أن كلامه مقتصد لا هو كثير ممل بلا فائدة ولا قليل مقتضب)
كَأَنَّ مَنْطِقَهُ خَرَزَاتُ نَظْمٍ يَتَحَدَّرْنَ ( إذا تكلم كأن كلامه مثل عقد من خرز منظوم بكل الألوان إذا انفرط وسقط حسنا وتناسقاً وحلاوة)
رَبْعَةٌ (متوسط القامة لا طويل ولا قصير)
لَا تُقْحِمُهُ عَيْنٌ مِنْ قِصَرٍ (لاتتجاوزه العين بسبب قصره)
وَلَا تَشْنَؤُهُ مِنْ طُولٍ (ولا تبغضه العين لفرط طوله)
غُصْنٌ بَيْنَ غُصْنَيْنِ، فَهُوَ أَنْضَرُ الثَّلَاثَةِ مَنْظَرًا، وَأَحْسَنُهُمْ قَدْرًا
لَهُ رُفَقَاءُ يَحُفُّونَ بِهِ، إِذَا قَالَ اسْتَمَعُوا لِقَوْلِهِ، وَإِذَا أَمَرَ تَبَادَرُوا إِلَى أَمْرِهِ
مَحْفُودٌ (مخدوم يبادر من حوله لخدمته)
مَحْشُودٌ (يجتمع الناس حوله ويحتفون به)
لَا عَابِسٌ (غير متجهم)
وَلَا مُفْنِدٌ (المفند الذي يخطئ الناس قوله ورأيه)
فَقَالَ أبو معبد: وَاللَّهِ هَذَا صَاحِبُ قُرَيْشٍ الَّذِي ذَكَرُوا مِنْ أَمْرِهِ مَا ذَكَرُوا، لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَصْحَبُهُ، وَلَأَفْعَلَنَّ إِنْ وَجَدْتُ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلًا
ﻓﺒﻜﺖ ﺃﻡ ﻣﻌﺒﺪ ﻭﻗﺎﻟﺖ:
ﻟﻮ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻞَّ ﺑﺨﻴﻤﺘﻲ ﻫﻮ ( ﻣﺤﻤﺪ ) ﻟﺬﺑﺤﺖ ﻟﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺎﻩ، ﻓﺈﻥ ﺃﺩﺭﻛﺘﻪ ﻷﺩﺧﻠﻦَّ ﺩﻳﻨﻪ.
ﻗﻴﻞ ﺍﺳﻤﻬﺎ: (ﻋﺎﺗﻜﺔ ﺑﻨﺖ ﺧﻠﻴﻒ) ﻭﻫﺎﺟﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺃﺳﻠﻤﺖ.
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋن أم معبد ﻭﺃﺭﺿﺎﻫﺎ.
وصلى الله وسلم على خير الخلق وخاتم النبيين صلاة وسلاماً أتمين أكملين.